المُدُن كالحُب
بعض الحب تهرب منه ولكنه كلون عينيك يلاحقك في كل المرايا
وبعض الحب تنتقيه وينتقيك
وهناك حبّ يأخذك منك
يبقيك على موعد مع قبلة كاذبة ثم لا تأتي
وهكذا أحببت عكا
عكا اجمل المدن القديمة
عكا اقدم المدن الجميلة
وكان لقائي بها غياباً
غياباً بقدر ما استطاعت ذاكرة جدتي استحضار الذكريات
وكانت كل مساء تفتح نافذة الذكرى
وكنت أطل منها على عكا بشهية بدوي لم يعرف المدن من قبل
عكا كانت اولاً ثم كان البحر
واتفقا على اقتسام السفن والأشرعة والغروب
ولكن الغروب ضاق على البحر فقرر ذات مساء أن يخون
فاستعان بنابليون الذي لم تقل له مدينة يوما لا
واستعانت عكا بالجزار الذي كان متيّماً بسورها
والتقى الجمعان
...وكان الحصار ... يوم يومان ... شهر شهران
وقالت عكا لا
ويـا ويـل البحر من سـور عـكـــا
ونضجت عكا في غيابنا على مهل
وكان المساء
موعداً لتعذيب النفس بالأشواق والذكرى
وكانت عكا فاكهتنا المُحرَّمة
وكنـّا كل مساء نشتهيها
بلا وسوسة شيطان نشتهيها
دون أن نخاف من أن نجوع أو نعرى نشتهيها
ولما طال الإنتظار بدت لنا سوآتنا
ولكنها تحبنا نحن
وما زلنا مع عكا على مـوعد والغرباء معها على لـقـاء
عكا تحب رائحة الصابون فينا وتكره رائحة البارود فيهم
تحن الى خطانا الضائعة على الأرصفة
تفتح ذراعيها لمراكب البسطاء الذين ينكشون البحر على رغيف خبز
نحن على موعد مع عكا
والموعد لا شك آت
ويا ويل البحر والغرباء من سور عكا